منبثقة من أصالة الريف الكولومبي، وتحديداً من منطقة بوياكا الجميلة والخلابة، تمثل “بريا – PRIAH” تجسيداً واقعياً للأناقة المميزة العابرة للزمن والحرفية الأخلاقية المتقنة، منذ إطلاقها عام 2019، لتقدم مزيجاً متجانساً ومتميزاً يدمج ما بين التقدير العميق للتراث والتقاليد العريقة مع ميزة تمكين الحرفيين المحليين من جهة، والابتكار والإبداع من جهة أخرى لتقديم الأفضل في عالم الأزياء الواعية والهادفة.
من جبال بوياكا الخلابة، حيث تنبثق الفخامة المتألقة من رحم البساطة، بدأت مسيرة “بريا” مصحوبة برؤية مستقبلية هادفة تعمد إلى تكريم فن حياكة “الكروشيه” (التعقيف) المعقد، هذه الحرفة المميزة التي توارثتها أجيال من الحرفيات الماهرات من سيدات المنطقة، والتي تواجه مخاطر عدة أبرزها المكننة والمصانع الكبيرة، بغرض المحافظة على التقاليد والتراث الشعبي مع تبني القيم التقدمية.
وفي هذا السياق، علقت السيدة خوانيتا جارسيا، مؤسس علامة “بريا” قائلة:” لقد انطلقت قصتنا بفكرة بسيطة جداً، وهي الاعتراف والتقدير للعمل اليدوي المميز التي تقوم به السيدات الحرفيات للمحافظة على فن صناعة حياكة “الكروشيه”، حيث اننا نؤمن بشدة باحترام التراث والتقاليد من جهة، والتوجه نحو الابتكار الذي يراعي جذورنا وتاريخنا من جهة أخرى”.
وتتمحور رؤية علامة “بريا” حول ريادة الأعمال الاجتماعية في قطاع صناعة الأزياء الهادفة، وتساند بشكل محوري الألبسة التي تساهم في المحافظة على التقاليد وتحمل بين طياتها قصص المحافظة على التراث من خلال التصاميم المعاصرة. وتتبنى العلامة نهجاً متميزاً إذ يتم تصميم وتصنيع كافة منتجاتها بعناية مطلقة ودقة متناهية تكريماً لإرث هذه الصناعة الكولومبية التراثية مراعية معايير الاستدامة وممارسات الإنتاج الأخلاقية.
وترتكز رؤية علامة “بريا” في صميمها على الالتزام بتمكين الحرفيات من خلال توفير الأجور العادلة، وتعزيز التوازن الثابت بين العمل والحياة، وتوفير الفرص المتكاملة لتنمية المهارات. كما تعمد بريا على توفير كافة المقومات لتطوير فريق عملها المتكون من 20 حرفية موهوبة في تيباسوسا – بوياكا، وهي المنطقة التي تندر فيها فرص العمل في مجال الأزياء، ويعد مشغل العلامة بمثابة بارقة أمل ومنارة موفرة للفرص.
وتابعت جارسيا:” لقد قادنا شغفنا ومحبتنا للأزياء الواعية والهادفة، وريادة الأعمال الاجتماعية، إلى ابتكار ملابس مختارة بعناية مصممة لتكريم تراثنا العريق، وتمكين وتطوير مهارات الحرفيات، والمحافظة على البيئة”.
تتميز علامة “بريا” بالحرفية المتناهية، حيث تختزن كل قطعة حرفية على سحرها الفريد والخاص، وتوقيع شخصي منسوج في كل غرزة. وباستخدام إبر الحياكة رقم 12، ثاني أصغر إبرة حياكة في صناعة “الكروشيه”، تبتكر حرفيات “بريا” تصميمات خفيفة الوزن ومعقدة تجسد جمال التقنيات التقليدية. وإلى جانب “الكروشيه”، تدمج “بريا” الحرف التكميلية اليدوية مثل التطريز، والخياطة، والحياكة، والنول، والصباغة الطبيعية للارتقاء بتصميماتها، مما يضمن أن تكون كل قطعة شهادة على التقاليد والإرث والابتكار.
ومن خلال مراجعتها لإطلاق العلامة ومسيرتها في عالم الأزياء، علقت خوانيتا جارسيا على هذه الرحلة مؤكدة على القوة التحويلية لريادة الأعمال الهادفة قائلة: “لقد قمنا بإطلاق علامة “بريا” كعلاج لمساعدة أنفسنا على التغلب على آلامنا، ومساعدة سيدات المجتمع من الحرفيات في خوض نضالاتهن الخاصة. لقد كانت “بريا” حافزاً للمثابرة، وقد أعطتانا هدف للمكافحة والاستمرار”.
تجمع “بريا” بين التقاليد والابتكار، والحرفية مع التمكين، والأزياء مع الأهداف النبيلة. ورغم استمرار العلامة في الازدهار والانتشار، إلا انها بقت متشبثة في ثوابتها المتمثلة بالمحافظة على التقاليد وتطوير مهارات السكان المحليين، وتوفير مستقبل أكثر استدامة في عالم الموضة والأزياء.