قام الرسام الهولندي الشهير رامبرانت برسم صورة شخصية لنفسه يظهر فيها بملامح مفعمة بالجرأة والتحدي. ويمكن اعتبار هذه اللوحة الشهيرة الفكرة المشابهة في ذلك الوقت لالتقاط صور السيلفي العصرية. ولكن لا يمكننا أن نحدد ما إذا كان تصوير الفنان لنفسه موضوعياً، حيث يسلّط رامبرانت الضوء على الخيط الفاصل بين النظرة الانطباعية والموضوعية، ويترك القرار الأخير للمشاهد.
وفي مجال الأزياء، يشكّل الجمع بين التصاميم المقبولة وغير المقبولة بين صفوف العملاء منشأ توجهات الموضة. وبقدر ما تكون هذه التوجهات واقعية، وبالتالي موضوعية، فإنها تتسم بطابعٍ شخصي يجعل منها خياراً جريئاً أو غير مقبول للبعض. وهنا أيضاً يُترك القرار الأخير للمشاهد.
وتستدعي هذه الصيحات المتناقضة آراءً متفاوتة، حيث تستمد إلهامها من مصادر عشوائية قد تكون مقود دراجة أو لوح تزلّج أو مقبض باب، لتنتج إطلالات فريدة تظهر فيها القفازات العملية مع الكنزات أو البلوزات الرسمية مثلاً. ويتحدد الانطباع العام عن أي إطلالة في النهاية بحسب وجهة نظر المشاهد.
ويبرز هذا التفاوت الكبير في قطع التشكيلة من خلال التضارب الصارخ بين الأساسيات، حيث تتميز قصّات القطع بلمسات مبتكرة إلى حد العودة لأساسيات التصاميم التقليدية، وتشمل قمصان التي شيرت والكنزات وسراويل البرمودا والفساتين وسترات الجينز والسراويل المزينة بجيوب جانبية والسترات الرسمية المنفوخة والبلوزات الضيقة بدون أكمام وسترات الباركا. ونظراً لهذا التفاوت الكبير تصبح شمولية قطع التشكيلة موضع تساؤل وشك، بينما تتميز الأحذية بنعالٍ ضخمة وتفاصيل كثيرة والحقائب الملونة بطابعٍ واقعي.
ولكن هناك شيء واحد مؤكد أن هذه التشكيلة ستدفع العملاء بلا شك إلى اعتماد منظورٍ خاص يشبه إلى حدٍ كبير المنظور الذي اعتمده رامبرانت عند رسم صورة شخصية لنفسه.