آنا ثاكراي.. أنا حكاواتية ومفتونة بثقافة هذه المنطقة
فنانة استثنائية، شاملة ومناصرة قوية للمسؤولية البيئية، صنعت من النفايات قطعاً فنية مثيرة للاهتمام، وأبرز إنجازاتها معرض “النفايات كنزٌ لا يفنى” في نادي شاطئ السعديات، أبو ظبي، هدفت من خلاله إلى الجمع بين عوالم الفن والاستدامة والمجتمع، كما يتمثل هدفها الأسمى في إحداث أثر إيجابي على البيئة، وقد حققت مبادرتها هذه نجاحٍاً باهرٍاً لها وهي تتماشى أيضًا مع التزام الإمارات العربية المتحدة بالاستدامة على النحو المحدد في عام الاستدامة 2023.
By Linda Al Ali
ما الذي دفعك لدخول عالم الفن؟ وما الذي يعنيه لك هذا العالم؟
عندما كان عمري 11 عامًا، اشترى لي والدي أول مجموعة طلاء زيتي، كنت أعرف غريزيًا أنه لم يكن مجرد طلاء بل كان أداة بالنسبة لي للتواصل. الفن علمني الصبر وهو مُسكن رائع للتوتر، خصوصاً وأنني كنت أعاني خلال طفولتي من الاضطراب السلوكي، لذا فقد كان الفن يساعدني على الصفاء الذهني ويوصلني إلى حالة أكثر هدوءًا.
حدثينا عن حدث Trash to Treasure الذي أقيم في نادي شاطئ السعديات؟
بصفتي فنانة مناصرة للمسؤولية البيئية، فإنني أستلهم من الأمور والأشياء التي تدور من حولي، ومن بيئتي. السعديات هي بوتقة مثيرة للاهتمام وللبناء وهي على مقربة من الطبيعة. هناك تطورات هائلة تحدث بجوار أعشاش السلاحف المهددة بالانقراض، وعملنا ينضوي على فهم الرسالة الخاصة للاهتمام بالبيئة. يكمن الهدف من إقامة الورشة الفنية “النفايات كنزٌ لا يفنى“ في الجمع بين عوالم الفن والاستدامة والمجتمع، كما يتمثل هدفها الأسمى في إحداث أثر إيجابي على البيئة. ومن هنا بدأت فكرة وقمت بإقامة هذه الورشةً في نادي شاطئ السعديات، أبوظبي، حيث عملت مع الآباء والأطفال على تحويل الزجاجات البلاستيكية والنفايات المُنتشلة وأكياس الوجبات السريعة، ومن خلال استخدام فن الأوريغامي قمنا بتصميم سلحفاة.

كيف تم ذلك، ومن أين استوحيت فكرة هذا العمل الفني، مم تم صنعه وكم استغرق من الوقت؟
لقد قمت بصنع سلحفاةٍ بالحجم الطبيعي وعلى مدار أسبوعين من الزمن. صُمم النموذج بالكامل تقريبًا من النفايات المُنتشلة مع استخدام ما مجموعه ثلاثين زجاجة مياه بلاستيكية وزجاجة حليب واحدة وزجاجة مشروبات غازية واحدة وخشبٌ مأخوذٌ من قفصٍ مُنتشل ورف كتبٍ، بالإضافة إلى بعض الأسلاك وتعريشة حديقة وخيوط منتشلة من نفايات الحديقة، في حين أن المادة الخام الوحيدة التي تم شرائها جديدة هي قاعدة فخارية.
وتضيف: لقد تركت النموذج غير مكتملٍ عن قصد، وقمت بدعوة المشاركين بالحدث للمساهمة في إكمال السلحفاة من خلال إضافة سلاحف الأوريغامي الأصغر إلى الهيكل الأكبر لتشكيل تعبير تعاوني للفن. لم يسلط هذا المفهوم الضوء على قوة المشاركة المجتمعية فحسب، بل أيضًا على اتحاد الجهود الفردية والمسؤولية الجماعية التي يجب أن نتحلى بها لحماية بيئتنا. أفهم أنني كائن صغير جدًا إن نظرنا إلى ما يجري من حولنا، لكن لو وقفنا معًا، فإننا نستطيع التغيير، وابتكار أشياء جميلة من القمامة، عندما بدأنا كنا ثلاثة أشخاص واستخدامنا مواد البناء المهملة للفن، والآن أصبحنا تسعة أشخاص، وعددنا في ازدياد…
حدثينا عن تمثال “رأس الغزال”.. وهو تحفة أخرى اشتهرت فيها؟
لقد قمت لفترة من الزمن بممارسة لعبة الغولف، كانت هواية ممتعة. واستوقفتني كرات الجولف المكسورة المتبقية. وخلال جائحة كورونا وفترة الاقفال الثانية، طلبت من العمال في نادي شاطئ السعديات للجولف جمع كل الكرات المكسورة المستعملة من أجلي، ووصلني الكثير منها، التي استخدمتها في إنشاء تمثال “رأس الغزال”. وعُرض التمثال في معرضٍ سابق بنادي شاطئ السعديات للجولف، وقد اشتراه الآن جامع تحف خاص. ألهمني نجاح المشروع لتكرار التجربة على نطاقٍ أوسع، وذلك من خلال إشراك المجموعات المحلية التي بذلت جهودًا واعية نحو المسؤولية البيئية. هناك العديد من الطرق الممتعة والجذابة التي يمكننا من خلالها إحداث فرق، لا سيما فيما يتعلق بإلهام الجيل الصاعد، وحان الوقت الآن للمضي قدمًا.
ما مدى أهمية الاستدامة بالنسبة لك كفنانة؟
الاستدامة ليست مجرد هدف للصناعة الكبيرة ولكنها أيضًا مرآة لحياتنا اليومية. والحقيقة هي أن جميع المواد البلاستيكية التي تم تصنيعها يومياً هي منتجات موجودة حول الكرة الأرضية وتنتج بشكل يومي، لذلك ربما بدلاً من محاولة القضاء على البلاستيك تمامًا، يجب علينا إعادة استخدامه. ومن هنا جاءت فكرة التماثيل التي أقوم بصنعها.
هل من عبرة معينة تتمنين أن يحملها الآباء والأطفال من حدث Trash to Treasure؟
نستطيع بقليل من المعرفة أن نقطع شوطاً طويلاً. الأطفال أذكياء للغاية، والتغيير بات جزء من عالمهم. فإذا قمنا بتغيير مفهوم الزجاجات البلاستيكية والتعامل معها على أنها أكثر من مجرد نفايات، عندها سوف يكون لدينا احتمالات لا حصر لها لإعادة استخدام وإنشاء أشياء مبهجة من الناحية الجمالية والأهم من ذلك كله الأشياء ذات استخدام عملي.
ماذا تريدين أن يشعر الناس عندما يرون فنك؟
أود أن أعتقد أنه يمكنني التعامل مع المشاهد. سواء أحبوا ما أفعله أو وجدوا أنه معقد للغاية، فإن حقيقة أنهم منحوني بعضًا من وقتهم الثمين الذي لا يقدر بثمن. أود أن أرى القليل من الإعجاب والسحر أيضًا.
ما هي أهم المشاعر أو اللحظات التي تؤثر على عملك؟
لدي الكثير، وأروي لنفسي قصصًا في البداية. أستطيع أن أرى الصقر وهو يطير أو السلحفاة تسبح في البحر. وقد أشعر بخيبة أمل هائلة عندما لا تستطيع يدي ببساطة أن تفعل ما تصوره عقلي. لكني مدركة بأن التجربة سوف توصلني إلى تحقيق الغاية، وبأنني سأصل عاجلاً أم آجلاً، بالقليل من المثابرة! لذا دعونا نصنع أشياء جميلة.
أخبرينا عن مشاركتك في معرض أبوظبي للصيد والفروسية وما الذي ستعرضينه خلال الحدث؟
أنا متحمسة جدًا للمشاركة، أنا ببساطة مفتونة بثقافة هذه المنطقة. أنا حكاواتية عن ظهر قلب ويمكنني أن أكتب مئات القصص التي تحدث هنا في الإمارات العربية المتحدة. لذا، أود أن أكون جزءًا من هذا الحدث الضخم هو شرف كبير. سوف أعرض لوحاتي عن الحياة البرية هنا، والتي أنسجها مع رموز الشرق الأوسط مثل البلاط المعقد، والتصاميم والألوان المتناظرة للجزيرة العربية.