افتتحت متاحف قطر أمس متحف الفن الإسلامي في حلته الجديدة، بعد مشروع إعادة تأهيل استمر لمدة عام لتحسين المرافق، وإعادة تصور وتركيب صالات عرض مجموعته الدائمة.
حضر حفل الافتتاح سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وسعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس أمناء متاحف قطر. كما حضر الحفل دبلوماسيون ومبعوثون ثقافيون يمثلون جميع دول المنطقة التي يتم الاحتفال بها معًا في إطار العام الثقافي قطر – الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا 2022.
ودشّن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية ساحة الأعلام، ورافق سعادته خلال التدشين سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، وسعادة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن تركى السبيعى وزير البلدية ، وسعادة السيدة مريم بنت علي بن ناصر المسند وزير التنمية الاجتماعية والأسرة، وسعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الرياضة والشباب.
وساحة الأعلام هي وجهة مجتمعية جديدة أطلقها برنامج الأعوام الثقافية، التبادل الثقافي الدولي الذي يعمق التفاهم بين الأمم والشعوب، والذي بدأ عقب فوز قطر باستضافة كأس العالم «FIFA قطر 2022».
وتقع ساحة الأعلام بالقرب من حديقة متحف الفن الإسلامي، وهي بمثابة مساحة جديدة للتجمعات وموقع للمهرجانات والاحتفالات وغيرها من الفعاليات من أجل سكان قطر.
وقالت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، إنه لمن دواعي الفخر والسرور أن نعيد افتتاح متحف الفن الإسلامي، الذي يدعو أفراد المجتمع لاستكشاف المتحف بحلته الجديدة، وأيضًا الزوار الجدد، ومنهم هذا العدد الكبير من الزوار الذين سيأتون لحضور مباريات كأس العالم، لتجربة استكشاف المتحف لأول مرة.
وأضافت سعادتها: مثل افتتاح متحف الفن الإسلامي، الذي ما زال يمثل إحدى أهم التجارب التي تعبر عن تراثنا وثقافتنا، عام 2008 نقطة تحول بالنسبة لدولة قطر، حيث كان إيذانًا بظهور الدولة كوجهة ثقافية جديدة على مستوى العالم، ومهّد الطريق لإنشاء متاحف ومؤسسات ثقافية أخرى في المنطقة.
وتابعت: «نحن نتطلع إلى المحطة التالية لمؤسستنا، والتي تأتي في أعقاب انطلاق مبادرة قطر تُبدع، وهي سلسلة واسعة النطاق من البرامج الثقافية، تعرض وتشجع أفضل التجارب الثقافية التي تقدمها قطر للمساعدة في تحسين حياة جميع مقيميها وزوارها. لقد اجتمع الكثير من الأشخاص معًا لجعل اليوم حقيقة واقعة، وإنني أشكرهم على دعمهم والتزامهم الدائم بتقديم ثقافتنا وتاريخنا إلى أفراد مجتمعنا».
وأضافت سعادة الشيخة المياسة: «تعد ساحة الأعلام رمزاً شاملاً للمجتمع المتنوع الذي نرحب به في قطر، وللروابط العميقة التي تنبثق من التفاعل بين الثقافات. تتجلى دلالتها بشكل جميل في عمل نجلاء الزين الفني، والذي سيكون تذكرةً دائمةً بترابطنا العالمي. وأدعو شعب قطر وكل من يزور هذا البلد إلى الاستفادة من هذا الفضاء الجديد، ولنجتمع هنا للاحتفال بإنسانيتنا المشتركة».
ومتحف الفن الإسلامي هو إنجاز معماري استثنائي صمّمه المهندس الصيني الأميركي العالمي الشهير «آي إم باي» (1917 – 2019) الحائز على جائزة بريتزكر، وافتُتح عام 2008، وهي أول مؤسسة افتتحتها متاحف قطر تحت قيادة سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر. يقع المتحف في مكان بارز على جزيرة صناعية على الكورنيش اختارها باي على وجه التحديد، والمتحف عبارة عن منارة للفنون الإسلامية، ومنصة للحوار الدولي ومدّ الجسور بين الماضي والحاضر، وبين الشرق والغرب.
وتقدم صالات عرض متحف الفن الإسلامي في حلتها الجديدة مساراً شاملاً للزوار، مع تطوير محتوى تفسيري موسع يضع الأعمال ذات الحيثية ضمن سياقها، وتوفير موارد جديدة منوعة وملائمة للأطفال، ما يجعل المتحف أكثر قربًا من العائلات والزائرين الصغار.
كما ستنظّم صالات العرض وفقًا للمواضيع التاريخية والثقافية، والفترات الزمنية، والنطاقات الجغرافية، وستكشف عن تقاليد عظيمة لمهارة الصنعة الإسلامية.
وسيقدم متحف الفن الإسلامي أيضًا قسمًا جديدًا عن الإسلام في جنوب شرق آسيا، مركّزًا على العلاقة بين الثقافات المختلفة من خلال المعارض التي تتناول تجارة السلع، وتبادل الأفكار عبر العالم الإسلامي وخارجه. تُسهم التجربة الواسعة التي طالها التحسين في تسهيل توافد الزوار لخدمة أكبر عدد من الجمهور، من خلال مدخل معاد تشكيله، ومقاهٍ، ومواقع بيع بالتجزئة في شكل جديد. توافق جميع التحسينات التي أُجريت على المبنى رؤية المصمم «آي إم باي». وقد تعاون المتحف مع شركة «ويلموت وشركاؤه» الفرنسية للتصميم الداخلي والهندسة المعمارية، والتي سبق واستعان بها آي إم باي طوال عملية إعادة التركيب.
من جانبها، قالت الدكتورة جوليا غونيلا، مدير متحف الفن الإسلامي: «أتشرف بقيادة هذا المتحف الاستثنائي في انتقاله إلى مرحلة جديدة من مسيرته، سيقدم هذا المشروع الضخم لتحسين المرافق قصة جديدة تأخذ الزوار في رحلة شاملة عبر العالم الإسلامي، كما سيوفر لهم تجربة أكثر عمقاً يتعرفون من خلالها على التاريخ الحافل للعالم الإسلامي كما تحكيه مجموعتنا الفريدة».
قدمت كتيبة موسيقى القوات المسلحة فقرة موسيقية خلال حفل الافتتاح، تلتهُ مراسم رفع 120علمًا يمثلون دولًا في بعثات دبلوماسية مُعتمدة لدى دولة قطر، بالإضافة إلى علم الاتحاد الأوروبي، وعلم الأمم المتحدة، وعلم مجلس التعاون الخليجي.