مجلة حراير Harayer Magazine:
في زمن يشهد رغبة متزايدة للتخلّص من كل ما لزوم له، تظهر منهجية قائمة على القِيَم، تقودنا إلى أفكار ومشاريع وعناصر طويلة الأجل أكثر تنوّعاً. طريقة التفكير الجديدة هذه تعتمد على أساس كلمة “أناقة” elegance، المستمدّة من المصطلح اللاتينيeligere ، بمعنى اختيار وانتقاء وتعزيز العنصر الأنسب. ويتمّ التعبير عن هذه الرغبة في تجنّب الهدر والتعايش مع الإبداع من خلال جاذبية تبسيطية ناعمة ومعاصرة، ما يلهم بحرّية متجدّدة لاختيار الأفضل من حيث الجودة، والتنوّع، والانتظام.
مجموعة خريف وشتاء 2020 تتوجّه إلى المرأة التي تميل بشكل طبيعي لأشكال وألوان الثقافة التقليدية، وللأناقة المترفة التي تعكس صورة التوازن والاستقرار. القصّات هنا أساسية وواضحة الخطوط، والأحجام كبيرة وواسعة، وقد تمّت إعادة ترجمة كلاسيكيات الملابس الرجالية بأسلوب أنثوي جديد ومرهف، وتقنيات يدوية تنعشها العناصر المستلهمة من العالم العضوي. ويمتزج طابع المجموعة النظيف والمرتّب هذا مع الشعور بالراحة والرفاهية الطبيعية.
الألوان
تجتمع الدرجات اللونية الرقيقة للّون الأبيض الأزليّ والألوان الفاتحة والمتوسّطة من اللون البيج مع مجموعة رائعة من الألوان الرقيقة – الأرجواني والأزرق السماوي والأزرق المائي والوردي – بالإضافة إلى لمسات من لود الجلد البني والشوكولاتة وجميع الألوان الطبيعية للخيول والسروج.
نجد كذلك لمسات من الأسود تتناوب مع ظلال مستوحاة من المواد العضوية بلون رمادي فاتح وومضات معدنية ناعمة من البرونز والذهب والفضّة. وتتداخل أنماط مختارة بعناية من التقاليد البريطانية، مع التخاريج، والتطريزات المستعادة بأسلوب جديد، فتندمج في نظام الألوان الصلبة بتناغم تامّ.
المواد
المظهر الطبيعي للأقمشة والخامات والألوان يضفي على المجموعة طابعاً فريداً وجذّاباً. حيث تتوازن الأناقة البسيطة للخطوط من خلال الكشمير وأنماط الكروشيه، والأنسجة المصبوغة أو المتلألئة وصوف الموهير والألبكة، وتأثيرات “ديغراديه” ثلاثية الأبعاد ومظلّلة.
الأقمشة التقليدية – مثل الغرانيتيه والتريكوتين وتويل الفرسان والغاباردين وصوف النسج العادي – تنقل نمط المنسوجات المنظّمة ولكن تمتاز بمظهر خفيف الوزن ومائع بفضل استخدام التكنولوجيا المتقدّمة والخيوط الرفيعة. وتتناوب الخامات المترفة بشكل رائع مع تأثيرات الكوتور، بينما أعيدت ترجمة أنماط المربّعات الصغيرة، وقدم الدجاجة، والدامييه، والتقليمات الناعمة، والنمط التقليديّ البريطاني، من خلال تطريز الجاكار، والترتر، والحرير المطبوع أو خياطة العروة، لتجمع بين الذوق الرفيع والرغبة في التفرّد.
ويقوم الجلد بدور رئيسيّ، ولا سيما في لوحة الألوان – وهي عنصر أساسي للتصميم – وأيضاً في التفسير الدقيق للعناصر غير العادية، مثل القمصان، والفساتين، والسترات، والمعاطف، والسترات المبطّنة.
نظرة عامة
تمّ تصميم المجموعة وفقاً لقيم الأصالة والمتانة، مع الأخذ في الاعتبار فكرة التنوّع في الاستخدام والاستمرارية على مرّ المواسم، ومدى ملاءمتها لأي مناسبة بفضل أسلوب يمكن تجديده بسهولة بتنسيقه مع الملابس والأكسسوارات الخاصة.
وتسلّط درجات الألوان الأساسية الضوء على الأحجام المريحة للمعاطف الطويلة، والقمصان المستوحاة من الملابس الرجالية التي تُلبس مفتوحة لتعزيز الإحساس بالأنوثة المرهفة، والسترات ذات الأكتاف العريضة والكنزات ذات الحياكة الإنكليزية المضلّعة. ويتمّ الجمع بين قمصان نابا الجلدية الجديدة الناعمة مع البنطلونات الفضفاضة عالية الخصر. أما القمصان والمعاطف القصيرة والتنانير والبنطلونات ذات التأثيرات البرونزية أو الذهبية أو الفضية فتضفي جاذبية أنثوية، ولا سيما عندما تقترن بالأقمشة التي درجنا على رؤيتها تقليدياً في الأزياء الرجالية.
وبالنسبة إلى البدلات فتأتي بإحساس من الرصانة التي تخفّفها اللمسات الملوّنة والبنطلونات المريحة، أو عن طريق تجديدها بالتنانير وشورت البرمودا بالقصّة المثالية. وتمتزج الأناقة الأزلية والأنوثة للتعبير عن رمز جديد للأناقة الناعمة والقوية معاً، في توازن مثالي بين الحياة المهنية والحياة الخاصة.
السترات والقمصان
المعاطف والسترات المبطّنة الطويلة تحدّد الاتجاه الجديد لهذا الموسم من حيث النسب. وتهيمن سترات البليزر على المشهد حيث تأتي في مجموعة متنوّعة من الأساليب: بحزام حول الخصر وأكتاف عريضة، أو بتصميم مستوحى من الفروسية مزوّدة بكسرات، وفوق كل ذلك الأحجام الكبيرة التي تحدث ثورة جريئة في الأناقة، ويمكن ارتداؤها على الفساتين الرقيقة والأحذية عالية الساق.
القميص يتجاوز دوره الأساسي ويفرض نفسه كعنصر يجب أن يكون مكمّلاً لأيّ إطلالة. عندما يأتي في الإصدارات المصنوعة من الألبكة المبطّن أو الجلد، يتمّ ارتداؤه كسترة فوق الفساتين أو البلوزات ذات الياقة المستديرة، أو في موديلات مصنوعة من الأقمشة الحديثة أو الصوف المزدوج أو الكشمير، فيحلّ محلّ المعطف، أو عندما يكون مصنوعاً من أقمشة متطوّرة، فيوفّر بديلاً للسترات خارجية، ونجده حتى في موديلات مبطّنة بالريش. إذ سرعان ما أصبحت كلمة “القميص الخارجي” Overshirt مصطلحاً اكتسح في عالم الموضة، وهي مجموعة قطع تصلح للارتداء على مدار العام وضرورية لإضفاء جاذبية الشباب وروح العصر على أي مظهر.
ألحياكة (تريكو)
يعبر خطّ الملابس المحبوكة عن اتجاهات الموسم تماماً، حيث يلقي الضوء على كثير من السمات والعناصر: فالتقنيات اليدوية المتقنة ترسي دائماً التوازن المثالي بين الذوق الرفيع والإلهام المستقى من العالم الطبيعي، بالتناوب بين الترجمات الجديدة للتقليمات التقليدية الرسمية والأنماط العضوية الجديدة.
وقد تمّت إعادة تشكيل تأثيرات التمزق ولحاء وأوراق الشجر باستخدام غرزات الكروشيه ثلاثية الأبعاد غير المنتظمة، أو المطعّمة والمطرّزة. جميع أشكال الحياكة التقليدية – الجدلات، المضلّعة الإنكليزية، الأضلاع المسطّحة، والزخارف الأوروبية الشمالية – كلّها تأخذ مظهراً خفيف الوزن أكثر بفضل الغرزات المخرّمة والتأثيرات الشبكية بحيث يمنحك الأسلوب الرياضي المزيد من الأناقة والإحساس بالأنوثة.
البنطلونات والتنانير
يظهر الإلهام النابع من الملابس الرجالية من خلال التفاصيل الرائعة والأحجام والأكسسوارات الأنثوية: حيث تسرق الأحذية الطويلة الأضواء، وتتوافق مع شورت البرمودا الطويلة ذي القصّة الراقية، أو تلبس على البنطلون، أو مع بنطلون-تنورة، فتستحضر أسلوب الفروسية.
أما السراويل الفضفاضة فتتخطى حدود الملابس الرسمية، وتمتاز بأقمشة مستلهمة من الأسلوب التقليدي. وتؤكد الطياّت الطويلة أو المقلوبة على التفاعل الديناميكي للأحجام. ويتمّ إقران الأحجام المنحنية قليلاً بأشرطة طويلة، بينما يتمّ تعزيز الخصر من خلال أحزمة بنسق الصديري أو من قماش متناسق، ما يجمع بين جوهر الملابس العملية وعالم الأزياء الرسمية.
بينما المواد التي تتحرّر من الموسمية والتركيبات المعاصرة تضفي لمسة جديدة وأكثر تنوّعاً على التنانير. أما التنانير الخفيفة والانسيابيّة، أو المصنوعة من جلود النابا، أو القماش اللامع، أو ذات الكسرات (عريضة أو رفيعة)، فتلبّي الطلب المتزايد على لمسات الأنوثة في الأزياء. كما أن أنماط الزهور الدقيقة، وتأثيرات الديغراديه الدقيقة على التول والأنسجة العادية، والأنسجة المطبوعة، فجميعها عناصر مُصنّعة بمهارة تعزز من جاذبية الملابس وقيمتها.