يسرّ الشركة السويسرية المُصنّعة للساعات الفاخرة، أوديمار بيغه، أن تكشف النقاب عن أحدث ساعاتها من طراز “رويال أوك أوتوماتيك فلاينغ توربيون إكسترا ثين – RD#3”. هذا الطراز الاحتفالي بالذكرى السنوية الخاصة والذي يُكمل ساعة “جمبو” التي تم إصدارها في وقتٍ سابق من هذه السنة، يدفع بحدود حِرَفية المصنع خطوةً أخرى إلى الأمام، فهي المرة الأولى التي تقدم فيها الشركة ساعة بميكانيكية فلاينغ توربيون في قطرٍ أصغر مما يجعلها متاحةً للمعاصم النحيلة بفضل حركتها فائقة الرقة الأوتوماتيكية التي تضم ميكانيكية التوربيون العائم – فلاينغ توربيون، الحركة – كاليبر 2968 التي تبلغ سماكتها مُجرّد 3.4 مم وتزدان بمزيجٍ من الزخارف اليدوية التقليدية والمعاصرة. تغتني هذه الساعة بمجموعة انفلات طاقة مبتكرة، وميناء غير مسبوق بلون البرقوق، وفيها يتشابك التعقيد التقني مع تفاصيل جمالية في منتهى الرقي والرفاعة، وبنفس الوقت تُشيد بإرث علامة أوديمار بيغه بالساعات ذات التعقيدات ذات الحجم الصغير والمتوسط.
حركة مبتكرة، فلاينغ توربيون فائقة النحافة
في قلب وجوهر هذا الابتكار، توجد الحركة – كاليبر 2968، وهي حركة فلاينغ توربيون أوتوماتيكية قد طُوِّرَت على مدى خمس سنوات، حيث يمثل دمج التوربيون العائم مدعوماً بمجموعة انفلات طاقة مُبتَكَرة في هيكل ساعةٍ بقطر 39 مم، ومن ثم 37 مم، الإنجاز التقني الرئيسي للمصنع، إذ فيما سبق كان هذا التعقيد الساعاتي مخصصاً للساعات ذات القطر 41 مم. نظراً للمساحة المحدودة المتاحة، كان لابد من إعادة التفكير بطريقة إبداعية بهذه الحركة الأوتوماتيكية ذات التوربيون العائم – فلاينغ توربيون لتقليل سماكتها وفي نفس الوقت الاحتفاظ بِنِسَب الأبعاد الأولية لقفص التوربيون، وذلك ما يؤدي إلى إعادة تَوَضُّع بعض المُكوّنات. جُهِّزَ قفص التوربيون، المصنوع من التيتانيوم، على نحوٍ رائع وللمرة الأولى بمحرك مُحيطي مما يُساهم في تحقيق نحافته1. إن الجمع بين هذين العنصرين يجعل توزيع الطاقة إلى التوربيون أكثر انسيابيةً وسلاسة فضلاً عن تخفيف وزن هذا العنصر الموزع والارتقاء بأدائه. بالإضافة إلى ما سبق، تعتمد مجموعة انفلات الطاقة الجديدة على مُذبذِب بسعةٍ متزايدة مما يعزز الموثوقية وتوزيع الطاقة بالإضافة إلى الدقة.
لتوفير رؤيةٍ مثلى، لكل من التوربيون العائم – فلاينغ توربيون والحركة، أعاد مهندسو أوديمار بيغه تصميم التشكيل الهندسي للميكانيكية بالكامل. فعلى جهة خلفية الهيكل تم تخريم وهيكلة الجسور للكشف عن الأعمال الداخلية للحركة، مع تحقيق جمالية متناغمة ومتناسقة. وعلى جهة الميناء، عُدِّلَت وضعية أذرُع عجلة التوازن وهندستها لجعل القلب النابض للساعة أكثر وضوحاً. يؤدي التصميم التقني الفني للحركة إلى وضع التوربيون العائم – فلاينغ توربيون على مستوى الميناء للحصول على تجربةٍ بصريةٍ أكبر.
تجمع الزخرفة اليدوية على مكوّنات حركة الساعة، التي يمكن رؤيتها من خلال خلفية الهيكل المصنوعة من الكريستال السافيري، بين الديناميكية والكلاسيكية للزوايا على شكل الحرف V والحداثة من زخرفة traits tirés الخطية الممدودة – وهي عبارة عن تشطيبٍ نهائي يظهر على الصفيحة الأساسية والجسور، ويأتي بديلاً عن الزخرفة التقليدية المعروفة باسم كوت دو جنيف – قطاعات جنيف. وتُوَفرُ الجسور المخرمة التي تتخذ لون الروديوم رؤيةً خالية من العوائق على عناصر الميكانيكية المتباينة، ذات اللون الذهبي الوردي.
“لقد كان هدفُنا الأول تكييفَ ميكانيكية فلاينغ توربيون مع الأبعاد الدقيقة لهيكل ساعة “جمبو”. ومن ثم تَحدَّيْنا أنفسنا أكثر من خلال تركيب نفس الحركة في هيكلٍ قُطرُهُ 37 مم. لقد تَطَلبَ منا هذا العائق التقني إعادة التفكير في مُجمَل قفص التوربيون العائم – فلاينغ توربيون، والذي قمنا بتضمين مجموعة جديدة لانفلات الطاقة فيه”
لوكاس راجي – مدير التطوير
جماليةُ راقيةٌ مستوحاة من رموز تصميم “جمبو”
بالرغم من أن الإصدار الثاني من RD#3 يتمتع بقطرٍ أصغر، إلا أنهُ يدمج رموز جمالية ميناء طراز “جمبو” الذي أُطلِقَ في وقتٍ سابقٍ من هذا العام، وعلى غرار نظيرتها ذات القطر 39 مم، تزدانُ هذه الساعة بميناء ذي التقطيعات المربعة المميز بالقياس الصغير “بوتيت تابيسري”، ولكنها المرة الأولى التي يتم فيها تقديم هذا الميناء بلون البرقوق المفعم بالحيوية الذي تم الحصول عليه باستخدام تقنية الترسيب البخاري الكيميائي (CVD) لضمان لونٍ خفيفٍ ومتجانس بالإضافة إلى ديمومته عبر جميع الموانئ.
يحتوي هذا الطراز الجديد، المستوحى من الطراز الأصل في العام 1972″ على علامات ساعات وعقارب بالشكل المستطيل ذي النهايات المنحنية مع طبقة من مادة مُضيئة من أجل قراءة مثالية في ظروف الظلام. جاء توقيع أوديمار بيغه المتمثل بالاسم الكامل ومسار الدقائق مطبوعين باللون الأبيض على الميناء ذي التقطيعات المميّزة، وعند موقع الساعة السادسة يدور قفص التوربيون العائم – فلاينغ توربيون ويقدم تبايناً صارماً مع خلفية اللون البرقوقي، مما يخلق تأثيراً أثيرياً ساحراً.
انطلاقاً من جماليات “جمبو”، وفي هذا الطراز البالغ قطره 37 مم، يشتمل كل من الهيكل والسوار المصنوعين من الفولاذ المقاوم للصدأ، واللذين أجريت عليهما التشطيبات اليدوية، على أحدث ارتقاء في تصميم المجموعة والذي تم تقديمه في بداية العام على العديد من طرازات رويال أوك، حيث تُضفي الحواف المشطوفة المصقولة صقلاً لامعاً وروابط السوار المستدقة أكثر على الساعة قواماً رشيقاً وتعزز من راحة ارتدائها لتناغمها بشكل أكبر مع المعصم البشري.
كتلة التعبئة الأوتوماتيكية، مُخصصة: “50 – سنة”
تحتوي ساعة “رويال أوك أوتوماتيك فلاينغ توربيون إكسترا-ثين” وزن التعبئة الأوتوماتيكية المركزي المتأرجح (روتور)، الذي يقوم بحركته على محامل كروية وقد زُوّد بعاكسَيْن2 يضمنان التعبئة بالاتجاهين. صُنِعَ هذا الوزن المتأرجح المُخصص من الذهب الوردي عيار 18 قيراط وطُلِيَ بالروديوم، وقد تم تطويره خصيصاً للذكرى السنوية الخمسين على إطلاق ساعة رويال أوك، لذلك فهو يحمل شعار 50 سنة (50-years)، بالإضافة إلى توقيع أوديمار بيغه (Audemars Piguet) منقوشاً على سطحه. وفي تناغمٍ مع ألوان هيكل الساعة والسوار المصنوعين من الفولاذ المقاوم للصدأ تزدان هذه الكتلة بتشطيبٍ ساتاني خطي يمكن الاستمتاع بمشاهدته من خلال خلفية الهيكل المصنوعة من الكريستال السافيري الشفاف.
عندما تُصبِح البراعةُ التقنية تقليداً
في العام 1986، قدّمَت أوديمار بيغه أول ساعة يد توربيون أوتوماتيكية في العالم، وقد كانت من تَصوُّر وتصميم جاكلين ديمييه، وفيها وُضِعَت آلية التوربيون بما تحويه على جهة الميناء للمرة الأولى. تم وضع الحركة – كاليبر 2870 في هيكلٍ رفيعٍ للغاية لم تتجاوز سماكته 5.3 مم، ويبقى قفص التوربيون المصنوع من التيتانيوم في تلك الساعة واحداً من الأصغر في العالم حتى الآن حيث بلغ قياس قطره 7.2 مم، وكذلك واحداً من الأخف وزناً إذ لم يتجاوز وزنه 0.123 غرام. أصبحَ هذا الطراز معروفاً باسم “توربيون أوتوماتيك رع – Tourbillon Selfwinding Ra” – في إشارة إلى إله الشمس عند المصريين القدماء – لأن تصميم جاكلين ديمييه أعطى مُنظّم التوربيون الصغير مظهر الشمس مع أشعتها تنتشر عبر ميناء الساعة. فتحَت هذه الساعة المعقدة، التي أُنتِجَ منها 401 قطعة حتى العام 1992، منطقةً جديدة لعالم صناعة الساعات الفاخرة الذي بدأ يشهدُ عودةً للميكانيكيات المرموقة بما فيها ساعات التوربيون.
بعد ثلاثين عاماً على طراز جاكلين ديمييه، أطلق المصنع، الشهير بقدرته على التجديد والابتكار، سلسلةً من نماذج انبثقَت من البحث والتطوير. ففي العام 2015 كشفت أوديمار بيغه النقاب عن أول نموذجٍ أولي RD#1 “رويال أوك كونسِبت مينيت ريبيتر سوبرسونيري”3 خلال معرض الصالون الدولي للساعات الفاخرة – SIHH، بعد ثماني سنوات من البحث بالشراكة مع المعهد الاتحادي السويسرية للتكنولوجيا في لوزان – EPFL وفريق من الخبراء مؤلف من صانعي ساعات ومهندسين وموسيقيين ومتخصصين في الصوتيات. شكّلَت هذه الساعة خطوةً هامّةً إلى الأمام من حيث الأداء الصوت وتضخيم الصوت فضلاً عن جمالية الصوت مع إطلاق ميكانيكية سوبرسونيري. يجمع هذا النظام1 الذي سُجّلَ له ثلاث براءات اختراعات بين آلية رنينٍ جديدة وبنيةٍ هندسيةٍ مبتكرة لهيكل الساعة. جاء الإصدار التجاري من طراز “رويال أوك كونسِبت مينيت ريبيتر سوبرسونيري” بعد سنةٍ واحدة من ذلك، وقد فاز هذا الإصدار بجائزة “ساعة الاستثناء الميكانيكي” في الجائزة الكبرى لصناعة الساعات، جنيف – Grand Prix d’Horlogerie de Genève لعام 2016.
في العام 2019، كشفت أوديمار بيغه النقاب عن إبداعٍ جديد من خلال ساعتها “رويال أوك أوتوماتيك بيربتشوال كالندر ألترا-ثين” بقطر 41 مم، والتي قُدّم نموذجها الأولي، قبل عام من التاريخ المقرر، خلال معرض الصالون الدولي للساعات الفاخرة – SIHH، تحت اسم RD#2. تحتضن ساعة التقويم هذه، التي تبلغُ سماكتها مُجرّد 6.3 مم، حركةً سماكتها مُجرّد 2.89 مم، مما يجعلها أنحف ساعة يد أوتوماتيكية ذات تقويم في العالم. ولتحقيق هذه المأثَرة، فقد تم تجميع وظائف التقويم، التي تُرَكَّب عادة على ثلاثة مستويات، في مستوٍ واحد. كما طوّرَ خبراء المصنع أيضاً ابتكارين جديدين سُجّلا كبراءة الاختراع يتعلقان بدمج حدَبَة نهاية الشهر مع عجلة التاريخ وربط حدبة الشهر بعجلة الشهر. في نقطةِ تحوّلٍ في تاريخ الساعات ذات التعقيدات جلبَت ساعة “رويال أوك أوتوماتيك بيربتشوال كالندر ألترا-ثين” لأوديمار بيغه فوزها بجائزة “العقرب الذهبي – Aiguille d’Or” في الجائزة الكبرى – غران بري لصناعة الساعات، جنيف في نوفمبر من عام 2019.
في هذه السنة، تجلّى أحدث تقدم تقني للمصنع في ساعة “رويال أوك أوتوماتيك فلاينغ توربيون إكسترا-ثين” التي تسير على خطى هذه الابتكارات السابقة. تستمد الساعتان RD#3 طاقتهما وتشغيلهما من الحركة الجديدة – كاليبر 2968 التي تجمع بين الابتكار التقني والرفاعة الجمالية في تكريمٍ راقٍ للذكرى السنوية الخمسين لرويال أوك.
“Born in Le Brassus, raised around the world.”
